10 Apr
10Apr

 سعاد محمد 50 عام "ربة منزل ": أؤمن بظهور الملائكة في صورة بشرية لأن والدتي كانت ترى أطفالا يناولونها الماء والتمر ، وقد رأت والدتي في ليلة القدر بأن الباب تحول الى نور ومكتوب عليه آيات قرآنية. 

حسن عبد الله "مدرس رياضيات" 42 عام:كنت اسمع صوت الشيطان عاليا يقول لي :لماذا تذاكر ، هذا لا يفيد ، ويقول لي : لا تسمع كلام والدتك .

شريف عبد الغفار "كيميائي": آتى لي خادم الصلاة يضربني على يدي ويقول لي قم لتصلي ، وقد كان يرتدي زيا رماديا ومعه عصى وقد خافت كل عائلتي منذ ان رويت لهم تلك القصة واصبحوا يصلون الصلاة في اوقاتها.

في بعض الأحيان تحدث حوادث في الحياة ليس لها أي تفسير علمي أو نظري وهذه الحوادث تجعلنا في حيرة من الأمر فانها تفوق قدرات العقل البشري فما يظنه البعض خيالا مستحيلا يمكن ان يراه يتحقق رؤي العين مما يدفعه للتسآول أهو حق أم هو وهم ؟ ثم يتكشف له انه واقع لا ريب فيه وقد وضحت آثاره الملموسة وضوح الشمس وهنا فقط يؤمن انه عاجز امام قدرة الله وعظمته فيرفع يده شاكرا لأنعم خالقه مستسلما لقدر الله خيره وشره معلنا للناس أجمع بأن الجنة حق والنار حق والغيب حق فقد رأى من الإعجاز ما يجعله يكرر ويردد لفظ الايمان ويتضرع للواحد القهار : سبحانك ربي لا إله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ، امنا بالله و

ملائكته وكتبه ورسله .

قالت سعاد محمد 50 عام "ربة منزل" انها تؤمن بظهور الملائكة في صورة بشرية وهذا ليس بعيدا عن قدرة الله سبحانه وتعالى فيمكن ان تتجسد الملائكة لكي تساعد البشر الأخيار في الحياة فقد حدثت مواقف لوالدتها تجعلها تؤمن بذلك فانها كانت ترى والدتها وهي تتكلم وعندما تسألها مع من تتحدث ترد عليها قائلة اتحدث مع أطفالي احبابي الذين يسقوني الماء والتمر فكانت تتعجب بشدة من حديثها لأنها لا ترى شيئا .

وتروي محمد انه حدث في احد المرات في ليلة من ليالي القدر في شهر رمضان المعظم وقفت والدتها امام الباب وقالت ألا تروا النور على الباب الا تروا القرآن المكتوب هيا نقرأ الآيات بسرعة فهي تكتب وتحذف في لمح البص وتلت قوله تعالى : بسم الله الرحم الرحيم :" وما بكم من نعمة فمن الله " صدق الله العظيم ثم قالت الحمد لله الحمد لله الذي رزقنا ليلة القدر واخذت تدعو لها ولجميع الابناء والاحفاد وتقول محمد ان اختها صبرة اخذت تذكروالدتها اثناء هذا الحدث العظيم بأن تدعو لها بالزواج القريب وكان دعائها مستجاب فقد تم خطبة شقيقتي بعدها بشهرين وتزوجت في غضون ستة اشهر ، ان والدتي كانت من اولياء الله واكنت ترى اشياء كثيرة نتعجب جدا منها .

 

في نفس السياق تكلم شريف عبد الغفار" كيميائي" عن خادم الصلاة الذي يأتي لتارك الصلاة يضربه على يديه ليصلي ولكن ليس هذا الا لمن يمتلك قلبا مؤمنا تقيا ، اما من كان الشيطان يسكن قلبه فليس هناك صلاح او امل فيه فهو ليس مؤهل لرؤية خاتم الصلاة .

يروي عبد الغفار انه من عائلة صالحة وكان والده يحثه دائما على الصلاة فكان يستمع لوالده بعض المرات والبعض الاخر يغفل عن الصلاة وقد نام في احد الايام عن صلاة العشاء كعادته فهو غير منتظم فيها لأنها صعبة عليه وهو يشعر بكسل شديد ليلا ففوجيء وهو نائم برجل يرتدي زي رمادي اللون يوقظه ويقول له افتح يديك وضربه على يده ضربة شديدة آلمته لكنها لم تؤذيه وقال له : قم لتصلي فارتعد بشدة وقال له من انت فرد قائلا انا خاتم الصلاة .

واستكمل عبد الغفار حديثه ضاحكا لأن هذا الحدث كان له أثر كبير بالنسبة له ولأخوته فقد أصابهم الرهبة الشديدة فكانوا يؤدون الصلوات في اوقاتها ، بل ان اولاد عمه وعمته الذين كانوا لا يصلون اصبحوا يصلون لمجرد ان قص عليهم ما رأى والبعض منهم اصيب بالدهشة والعجب لولا انهم يعرفون انه صادق لاتهموه بالكذب .

وقد تحدثت سارة النجار65 عام "محاسبة" بنفس الحماس عن اخيها الكبيرمحمد الذي استيقظ مرتجفا يوم الجمعة ليذهب بسرعة ليتوضأ للاستعداد لصلاة الجمعة ويحكي لها ولوالدته ان هذه رسالة من الله ليصلي لأنهم كانوا يلحون عليه ليستعد للصلاة ولا يستمع اليهم حيث حكي لهم ان رجلا جاء اليه يشبه والده يرحمه الله ويقول له : يا محمد استمع لما تقوله امك واذهب لتتوضأ ولم يصدق ما يسمع ونظر اليه وكان مضطجعا على ظهره ومستيقظا ، فقال له بلهجة اشد : هيا قم واذهب لتتوضأ واستمع لما تقوله والدتك فأصابه خوفا شديدا وذهب بسرعة ليتوضأ .

 

أما هبة الله مجدي 33 عام "كيميائية" فانها تقول انها رأت ملائكة رأي العين وتقسم على ذلك فقد كانت تسهر في احد ليالي الصيف حيث كانت تسهر للمذاكرة وكعادتها تنظر من الشرفة في وقت الراحة لتستنشق بعض الهواء فرأت ملائكة صغار يسيرون في الشارع بأجنحة بيضاء وتقول انها اعتقدت انهم ربما يكونوا كائنات فضائية لكنها عندما دققت النظر وجدتهم شديدي البياض ووجوههم شفافة لكنها غير مرئية واجسامهم صغيرة جدا ووجدت الشارع خاويا تماما من الناس فقد كان الوقت متأخرا جدا قبيل صلاة الفجر فشعرت انهم ملائكة .

 

على خلاف ما سبق فقد تحدث حسن عبد الله 42عام"مدرس رياضيات "عن شعوره ايام أن كان الشيطان يحدثه وهو في المرحلة الثانوية لكنه في ذات الوقت لا يراه لكنه يستمع لوسوسته بصوته وهمهماته حيث كان يقول له لماذا تذاكر؟ هذا لن يفيدك في شيء ويقول له لا تسمع كلام والدتك وكان بالفعل يرتكب حماقات كثيرة نتيجة لوسوسة الشيطان وكأنه صاحبا له فكان يأخذ ثمن الدروس الخصوصية ليخرج مع اصدقاء السوء ويقول لوالديه انه اعطاها للمدرس ويروي انه تكلم مع والدته اكثر من مرة انه يسمع الشيطان يكلمه فهل سمعته هي ايضا فترد عليه بأنها بالتأكيد لم تسمع شيئا والا لقالت له وقد ظل الشيطان مسيطر لوقت كبير على رأسه وفشل مرتين في الثانوية العامة مما جعله يراجع نفسه ليفيق من الثبات والغيبوبة التي يعيشها على حد قوله لينهض من كل هذا الضلال ويتجه الى الله ويذهب الى المسجد ليقتل الشيطان الذي يصاحبه وبالفعل استطاع بصعوبة ان يتخلص من وسوسة الشيطان ويصلي وينجح في الثانوية العامة ويرضي والديه .

 

كان يجب ان نتوجه الى علماء الدين لكي نستفسر عن تلك الأمور الخارقة للعقول ،وعن رأي الدين في كل تلك الاحداث وهل لازال الملائكة يظهرون للبشر ليحذروهم من خطر ما او يمكن ان يساعدوهم في امور ما واذا كان هذا يحدث فمن هؤلاء البشر وبأي مواصفات يتصفون ؟

قالت الدكتورة آمنة نصير أستاذة الفلسفة الاسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر أن الملائكة مخلوقات مسخرة لطاعة الله عز وجل وتعدادها بالملايين لأنها تقوم بأعمال كثيرة لا حصر لها اعمال نعلمها واخرى لا نعلمها بأمر من الله عز وجل وقد خلقت من نور والشياطين خلقت من النار ولا نراها في دنيانا ، فالشيطان يسيطر عل أنفسنا ويوسوس لها لكننا لا نراه مجسدا ونحن مطالبين أن نؤمن بوجودهم دون ان نراهم.

وقد اشارت نصير الى ان علم العقيدة تأسس على الايمان بالغيب "المساحة الغير مرئية" وهناك احاديث شريفة تعطينا إشارات بأن لكل انسان ملكين على كتفيه لكننا لا نشعر بهم وإلا لكنا شعرنا بثقل او حمل ولكنه محال ان يحدث هذا فهنا أمر إلهي بإلايمان بما لا نراه ولا نلمسه ، فالملائكة منتشرين في الارض لأعمال كثيرة لا نعرفها فمثلا: المولود تحفظه الملائكة ونحن نرى الملائكة بإيماننا وليس بأعيننا ، اما ما يقصه بعض الناس عن رؤية الملائكة في صور انسانية او تجسد الشياطين لهم فإن هذا يعد من قبيل الإختراعات والقصص التي ليس لها أساس شرعي ويرجع هذا الى حب الناس لمعرفة الغيب وتلهفهم على الاستماع لما خفي عنهم ، فالنفس بصفة عامة تشتهي الى ما غاب عن العين فأسئلة الناس لا تنتهي في الغيبيات مما جعل بعض المشايخ ينساقوا لهذا حيث يغويهم هذا النوع من القصص حتى ينالوا به رضاء العوام من الناس لكني كأستاذة جامعية لا أؤمن الا بالحقائق فما اسمعه بكل ااسف هو حالة من الهوس ليس لها وجود على أرض الواقع .

،وقد صرحت نصير بأن تصدي بعض الشيوخ الغير متخصصين في القضايا العقائدية يعد في الحقيقة وبكل صراحة نكبة عقائدية فيجب ان يكون هناك آليات علمية للتصدي لتلك الأمور الغيبية جميعا بما يشمل الملائكة – الشياطين والجن ولابد ان يتولى العلماء المتخصصين هذه الملفات ويتحدثوا فيها أمام العامة فهناك كثير من الأمور تحتاج الى توضيح .

وانا أناشد الغير متخصصين في علم العقيدة ألا يتحدثوا عن الغيبيات واذا سألهم احد العامة فليتقوا الله وليقولوا علمها عند ربي لأنهم لا يعلمون عنها شيء فهي ليست موضع دراستهم .

من جهة اخرى تحدثت نصير ان الغيبيات تدخل في دراسة الفلسفة وهناك أشهر الامثلة في ذلك عند فلاسفة اليونان فقد كانوا ينقبون عن الغيب وكان لأفلاطون باع كبير في ذلك عندما تحدث عن العالم المثالي "عالم الأرواح".

 

من جانبه أكد دكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية انه من المستحيل على حد قوله ان يظهر الملائكة في صورة بشرية في العصر الحديث فقد انتهى عصر الوحي والرسالات حيث ان الملائكة في عهد الانبياء كانت لهم مهمة محددة فكانوا سفراء للرسل وعندما انتهت الرسالات انقطع ظهورهم في أي صورة ، في نفس الوقت لا يمكن ان يظهر الشياطين .

وردا على سؤال بشأن المهدي المنتظر واحتمالية ظهور الملائكة للبشر قال الجندي : ان ماورد من قصص وروايات عن المهدي المنتظر ليس ثابتا رغم اننا نصدقه ونؤمن به ولكن هناك اختلافات في الروايات والشيعة لهم اقاويل كثيرة في هذا الموضوع ولم يتم الجزم من كل العلماء بها .

وقد حذر الجندي من الانغماس في تلك الامور الغيبية واغراق العقول بها فقد صنع هذا الكلام بعض أصحاب النفوس الضعيفة ليلجأ اليهم الناس ولكنها لا اساس لها من الدين أو العقل ويجب من جانبنا كرجال دين ان نوجه جهودنا لأمور ايجابية بدلا من تلك الامور التي لا طائل من ورائها .

، وقد أكد الجندي على مدى الاستغلال لهؤلاء المرتزقة الذين يشيعون تلك الاساطير فهم إما غير أسوياء أو انهم أصحاء لكنهم يريدوا نفوذ وشهرة عالية .

وقد علق الجندي على استفسارنا عن الانبهار الغربي بعالم الروح والغيبيات قائلا بأن ذلك يرجع في المقام الاول الى ان الاوربيين اناس استغرقتهم المادة فحاولوا بتلك الطريقة ان ينفسوا عن انفسهم بالروحانيات وذلك لأنهم وصلوا لدرجة التخمة في التقدم التكنولوجي فاستهوى البعض منهم ان يسيروا وراء هذا الفكر ويبذل الغالي والرخيص لأجله وفي ذات الوقت اتخذ البعض منهم هذه الوسيلة كفرصة للسيطرة على الشرق حيث يعلمون مدى تعلق الشرقيين بالدين .

واسهب الجندي متحدثا عن هوليود "السينما الامريكية" وقال ان لها أهداف سياسية وفكر محدد فهم يصدرون لها هذه الرويات والقصص لإغراقنا فيها لاستغلالنا وينفقون على ذلك مليارات الدولارات من اجل محاربة الفكر بالفكر وتلك الطريقة هي بديلة عن حرب السلاح وعلى سبيل المثال نجد تنظيم داعش "تنظيم فكري منحرف باسم الدين " والصناعة امريكية ، فهذه افخاخ يصنعها الجهلاء من اجل النفوذ والمال والغرب صنعها لأنه يريد تركيع الشعوب الاسلامية .فإن الغرب يريدوا صنع تآمر مكتمل على البلاد العربية فقد صنعوا ذلك في اوربا نفسها في عصر ما قبل النهضة ويحاولوا تكرار ذلك معنا في العصر الحديث .

في نفس الوقت لم ينكر الجندي ان الاولياء والصالحين لهم كرامات وهم لا يتحدثون عن ذلك فالصالحين تحدث لهم بعض الاشراقات ويروا انوار تخرج عن نمط الانسان العادي ، فقد خص الله بعض الصوفيون والاولياء بأشياء لا نعلمها فربما يحدث اشياء تفوق العقل لكننا لا نعلم ما هي فإن الله قادر على كل شيء .

 

على الجانب الاخر تحدث الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ الطرق الصوفية عن تسبيح الملائكة ليلا ونهارا ووجودها في كل وقت لكن ليس بصفة بشرية فهي لا تتجسد ، وقد ورد في القرآن الكريم في سورة القدر ما يؤكد نزول الملائكة للأرض لكننا لا نراها في صورة بشرية وكذلك لا نرى الشياطين ، والانسان يتكون من جزئين "روح وجسد" وغذاء الروح الذكر والتسبيح وقراءة القرآن أما الجسد فغذاؤه الطعام والشراب والزواج فإذا طغى الجانب المادي للانسان اصبح اقرب الى الحيوان واصبح مصاحبا للشياطين وقريبا لهم واذا غلب الجانب الروحي اصبح انسان اقرب الى الملائكة .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة