المساومة على الدماء (جمال خاشقجي رحمه الله )

اهتز العالم أجمع  لمقتل جمال خاشقجي  ، ليس لأنه صحفي ، أو لأنه سعودي الجنسية ومشهور ، لكن العالم اهتز لبشاعة ما يروى عن طريقة قتله وما تتناقله المصادر الصحفية عن استخام الجناة لمنشار كهربائي، بل ومدى وحشية  ولي عهد  آل سعود الذي يستعد لكي يحقق في الأمر وهو يظهر في القنوات الفضائية يضحك في بلاهة وجهل ، والأفظع من ذلك وقوف الحمقى من الحكام  ليساومون ويجادلون  في حادثة مقتله بكل برود وثبات وكأنهم يشترون  سلعة ،والأكثر وقاحة وسفالة هم بعض الإعلاميين في السعودية ومصر الذين يتحدثون في قصة مقتله وكأنهم يقصون فيلماً أو مسرحية ، لقد أوشك العالم بالفعل على الانهيار !

رئيس أمريكا العظمى  يظهر كل يوم وكل ساعة لكي يسأل عن قضية الكاتب الصحفي جمال خاشقجي يرحمه الله ، ويدعي أنه يراقب الأمور عن كثب ، ولا يهمه سوى شيء واحد  هو الاطمئنان على سير الأمور على ما يرام ، يريد أن يكون محمد بن سلمان بخير وسلام ، فهو شديد الاهتمام بالأموال ، وكذلك هو يخاف على صفقة القدس ، فيقول في نفسه ، اذا اختفى بن سلمان  فلن يأتي شخص آخر مثله ، فلا يوجد شخص غبي وأحمق بهذا الشكل ، فإنه مستعد ان يوقع على بيع القدس اليوم قبل غدا  ولا يريد حتى الثمن ، كيف يمكن أن يسقط الآن ؟ لقد وعدت الاسرائيليين بأن أحقق لهم ما يريدون .

ولا يعرف ترامب أن هذا لن يكون بيع للقدس بقدر ما هو بيع للولايات المتحدة الأمريكية ، وبيع لصفحييها ومواطنيها بلا ثمن ، فالحاكم المجنون يتعطش للدماء يوماً بعد يوم ، إنه خطر على كل العالم ، فمن قتل جمال خاشقجي الصحفي السعودي المسالم أمس  ليس من الصعب عليه أن يقتل صحفي أمريكي غداً ، بل ليس صعباً عليه أن يقتل حلفاؤه جميعا ، هنيئاً لكم أيها الحكام السفاحين  هذا المخبول الذي يبدو أنه سيدمركم جميعاً، رحم الله جمال خاشقجي لقد أراد الله به خيراً ليرحل عن هذا العالم المنافق لينتقل إلى عالم الحق والخير