17 Apr
17Apr

القمص صليب متى ساو يرس أسقف كنيسة مار جرجس

      -الغراب أخبر سيدنا نوح بانتهاء المطر .

      - الغراب يرى سواد العالم .

رشا محمود مصطفى اخصائية نفسية 

-لدي انطباع سيء عن الغربان بسبب رؤيتي لهم وهم يتجمعون على جثة إنسان 

-لا احب الغراب لكني أشفق عليه

ياسين الدوكاي من المغرب :

-الغراب يباع عندنا في المغرب بشكل عادي جدا 

الشيخ تامر هادي "ماجستير أصول الدين

-الغراب غدار يهاجم فريسته خلسة مثله مثل الذئب. 

 -الغراب طائر نجس عند اليهود


الغراب الأسود..... لطالما أحسسنا بانقباض وتوتر عند سماع عويل الغراب ، الذي يجعل الكثير من الناس يشعرون ببعض الخوف والإضطراب ، لإعتقادهم بوجود ثمة مكروه أو ما شابه،وربما ما يساهم أكثر في تعزيز هذا الإحساس هو المواقف التي ظهر فيها الغراب في القصص الدينية في التوراة و الإنجيل والقرآن ، حيث ورد في الكتاب المقدس "العهد القديم" أنها طيور نجسة تتغذى على القاذورات ، ولهذا فقد تم تحريم لحومها على اليهود .

أما الإنجيل "العهد الجديد" فقد ورد ذكر الغربان في نهشها للجثث وسكنها الأماكن المدمرة وسوادها الحالك .

وأخيراً فإن الإسلام  ذكر الغراب  أيضا في موقف الموت  حيث ورد ذكره في القرآن في حادثة قتل قابيل لهابيل ‏، قال تعالى"‏ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه‏"آية 31سورة المائدة

وروي الإمام مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال ” خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ , يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ : الْغُرَابُ , وَالْحِدَأَةُ , وَالْعَقْرَبُ , وَالْفَأْرَةُ , وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ . ”

إذن فإن التشاؤم من الغراب ربما يعود بالأصل إلى ناحية دينية وناحية معنوية ، فإن القصص الديني نص على وروده في حوادث الوفاة، بالإضافة إلى معرفة أصحاب الأديان السماوية بنجاسته أما الناحية المعنوية، فإنها تخص صوته العالي جدا الجهور الذي يزعج الناس .

لكل ما سبق كان يجب أن نقوم بجولة إستقصائية لمعرفة أراء بعض المتخصصين النفسيين والدينين فيما يخص نظرتهم للغربان . 

قال القمص صليب متى ساو يرس أسقف كنيسة مار جرجس ألجيوشي  الأرثوذكسية بشبرا: (المسيحيين بطبيعتهم لا يتشاءمون من شيء خاصة عندما يكون هذا الشيء من مخلوقات الله ، لكن الغراب في المسيحية يرمز إلى المادية والعالمية وذلك لأن قصة النبي نوح الكريم توضح ذلك بجلاء ، فعندما حل الطوفان والمطر وغرقت الأرض أطلق سيدنا نوح الغراب ليتلمس له الأخبار ، واستطاع الغراب بالفعل أن يغوص داخل الطين والجثث الميتة وعندما توقف المطر بعد أربعون يوماً ، ذهب وأخبر سيدنا نوح ،فالغراب يرى الجانب المادي"سواد العالم") .

من ناحية أخرى  أوضح القمص صليب أن الحمامة لم تحتمل رؤية الشر والمادية ، فالحمامة تعد رمزاً للسلام والروحية والمحبة ، حيث تجد مستقرها عند الرب.

وأضاف القمص صليب :( ان الروحية والمادية شيئان متضادان تماما ، مثل الخير والشر وهذا يعطي العبرة للإنسان، فالإنسان المادي يخرج من ملكوت الله ورحمته مثل النجارين الذين كانوا يبنون الفلك ويشاركون بالأعمال الكثيرة مع سيدنا نوح ، لكن نواياهم ليست خير فلم يمتلكوا الإيمان ، بل كانت أغراضهم دنيوية ).

على جانب آخر تحدث مدرب التنمية البشرية رضا طعيمة عن الغراب بشكل إيجابي حيث أنه يراه جميلاً ولا يراه مدعاة لأي شؤم على حد تعبيره ، حيث تحدث عن قصة قابيل وهابيل وكيف أن الغراب أول من علم الإنسان الدفن ولفت انتباهه إلى الجريمة ومدى بشاعتها ليخجل من نفسه وأفعاله الشنيعة ، فلا يجهر بالعار والإجرام .

وقد أكد طعيمة على جمال الغراب ، فليس له ذنب كونه أسود اللون أو صوته يزعج الناس ، فهو طائر كباقي الطيور التي خلقها الله ، ولا يجب أن ننسى أن لون أستار الكعبة أسود ونفرتيتي الجميلة كانت سمراء ، فإن أصل الجمال في السواد وليس العكس .

وقد اختلفت رشا محمود مصطفى 27 عام "تمهيدي ماجستير علم نفس" بعض الشيء في نظرتها للغراب ، فرغم تأكيدها على أنه طائر من مخلوقات الله وإنه مستحق للعطف والإحسان إليه ، إلا أنها تقلق من صوته المزعج إلى حد ما حيث روت لنا كيف تشعر بالشفقة جهته وتقدم له الطعام  عندما تراه في الحدائق لأنه كائن حي من مخلوقات الله في النهاية لكنها لا تنسى في أحد المرات عندما صادفت لسوء الحظ في أحد الشوارع أحد الجثث الملقاة لشخص ما وكان الناس يلتفون حول الجثة بعضهم يبكي والآخر يبدو مذهولا من وقع الصدمة، حيث تعجبت من تجمع الغربان على الجثة مما ترك معه انطباع سيء داخلها عن الغرابوشعرت باشمئزاز كبير ، لكنها لا تحب في ذات الوقت أن يكون ذلك سببا في كره هذا الكائن أو أذيته بل إنها تؤكد على وجوب الإحسان إليه فهو كائن حي مثل كل الكائنات الحية ويشعر مثل الإنسان ، فهو يجوع ويعطش وينام ويمرض ، وتلك مسألة إنسانية بحتة لا يجب أن نربط بينها وبين شكله أو صوته .

أما ياسين الدوكاي من فاس بالمغرب فقال : ،ارى ان الغراب طائر عادي خلقه الله سبحانه وتعالى ، ولا ارى ما يدعو لأن نتشآءم منه .

وردا على سؤال حول ورود الغراب في الآية القرآنية التي تروي حادثة قتل قابيل لهابيل ، قال الدوكاي : ان وروده يعد حكمة من حكم الله عز وجل وذلك بهدف تعليم الناس كيفية القيام بالدفن .

أما بالنسبة لمسألة إمكانية بيع وشراء الغربان عند بائعي الطيور فإن الدوكاي اوضح ان بيع الغراب ليس مستحيلا او شاذا لأنه رأى بائع طيور بمدينة فاس بالمغرب يبيع الغربان ويذكر انه كان يضع لهم السمك لإطعامهم .

 

أما عبد العزيز الزيباري من العراق فقد رفض تماما أن يكون الغراب سبباً للتشاؤم وذلك بصورة قاطعة حيث قال :(لا يوجد تشاؤم في دين الإسلام)، وليس هناك أي مواقف مع الغراب تدعوني للتشاؤم فأنا أراه أحياناً في الصباح على الأشجار، ولكن ليس له أي تأثير فهو طير عادي .

كذلك أكد صديقه ليث الصايغ نفس المعنى ولكن بصورة تدخل التشاؤم من الغراب في جانب الحرمانية حيث أكد ان التطبير والتشاؤم بصفة عامة لا يجوز شرعاً في الإسلام.

 

على سياق آخر تحدث الشيخ تامر هادي ماجستير أصول الدين عن الغراب بشكل مختلف إلى حد ما حيث أوضح ان تشاؤم الناس من الغراب يعود بالأساس الأول إلى اعتقادات مكتسبة منذ زمن الجاهلية قبل ظهور الإسلام حيث كان العرب يتشاؤمون جدا منه وعندما يرونه يشعرون أن شيئا ما ربما سيصيبهم ، كذلك اليهود يرون الغراب كطائر نجس، أما بعد ظهور الإسلام فإن الوضع أصبح مختلفا حيث نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم والطيرة  حيث ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : "َ لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ" .

 

من ناحية أخرى أبدى الشيخ تامر بعض السمات الذميمة التي يتسم بها الغراب مما أدى لكراهية الناس له ، حيث ذكر بأن الغراب عدواني إلى حد ما ، وعدوانيته بها خيانة وغدر ، فهو يهجم على الضحية في خلسة دون أن يبين لها نيته لإفتراسها ، وتلك السمات تشبه صفات الذئب الى حد ما ولكن لا يصل بالتأكيد الى شراسته ، فالغراب يسرق بيض الطيور من فوق اسطح المنازل وهذا يعد خسة وسرقة في خفاء وخلسة وهي صفات ذميمة جدا .

 

 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة